أخبار

بالمستندات.. نكشف تحايل «علي حسن» لتمرير تعيين المقربين وفصل الموهوبين

عشرات المحاسيب يعملون بعقود بدون مسابقات وينتظرون التعيين 

حول وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى بوابة خلفية لتعيين أبناء رؤساء تحرير صحف قومية وشخصيات بارزة دون إجراء مسابقات 

ادعى استحداث أقسام جديدة وهي موجودة بالفعل منذ سنوات!

كتب: حسام السويفي

استمرارا لرصد ملف المجاملات في تعيينات الصحفيين، تمهيدا لقيدهم بنقابة الصحفيين، استطاعت “سوشيال برس”، الحصول على أكثر من مستند يكشف تحايل علي حسن، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، علي الهيئة الوطنية للصحافة، لتمرير حركة تعيينات ضمت 35 صحفيََا دفعة واحدة، دون الإعلان عن مسابقة لتعيينهم، في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ المؤسسة، وأي مؤسسة صحفية قومية أخرى.

وحصلت “سوشيال برس”، على الخطاب الذي أرسلته الهيئة الوطنية للصحافة لـ”علي حسن“، الذي تضمن موافقتها على قرار تعيين العدد الكبير الذي أرسله للهيئة، ما اعتبره بعض الصحفيين بالوكالة تحايلََا صريحََا منه، في وقت أدعى فيه حسن أن  مبررات تعيينهم لحاجة المؤسسة إلى استحداث أقسام جديدة، وإدخال خدمة الصور الفوتوغرافية، رغم عدم استحداثه أي أقسام جديدة خلال فترة عمل الصحفيين الذين أصدر لهم قرار التعيين، فضلََا عن وجود قسم بالفعل في الهيكل التحريري للوكالة منذ إنشائها في 1956، يختص بخدمة الصور الفوتوغرافية، التي أدعى أنه سيدخلها لخدمات الوكالة.

مصير أرشيف الصور!

تمتلك وكالة أنباء الشرق الأوسط -وهي الوكالة الرسمية للدولة- أرشيفََا ضخمََا من الصور الذي حافظ عليه من السرقة جميع رؤساء مجالس الإدارة السابقين، إلا أن عددََا من الصحفيين بالوكالة لا يعلمون  مصيره حاليََا، خاصة بعد أن أصر “م-أ”، الذي كان مشرفا على قسم التصوير، على عدم نقلة خارج الوكالة منذ بداية مشروع الرقمنة، وتحويله من أفلام إلى نسخة “ديجتال”، فضلََا عن  الثروة الموجودة من الأفلام الفيلمية السينمائية.

وتشهد الوكالة غضبََا يسمع صمته السائرون أمام المبنى الكائن بوسط القاهرة، على وقع القرارات الخاطئة التي يرتكبها حسن، ومنها ما فعله في أقسام  الفيديو، والمالت ميديا، حيث يعمل بهما العديد من العاملين ممن أحضرهم  حسن بنظام العقد، دون إجراء  مسابقة لتعيينهم، ووعدهم بالتعيين الفترة المقبلة.

تحقيقات جهة عليا!

على وقع المخالفات التي يرتكبها حسن في الوكالة، فتحت جهات عليا، تحقيقا موسعا في تحايل “علي حسن ” لتمرير تعيين عدد كبير دون إجراء مسابقة، ودون استحداث الأقسام الجديدة التي أدعى حاجتها لمحررين جدد سواء قبل صدور قرار تعيينهم أو بعده، وما شابه أيضا من مجاملات بتعيين أبناء شخصيات بارزة ورؤساء تحرير صحف قومية وصحفيين كبار في صحف قومية، منها الأهرام، والأخبار، والجمهورية، وطلب منها دعم ترشيحه لتولي رئاسة مجلس الإدارة والتحرير عام 2017، والمد له سنويا على مدار الثلاث سنوات الأخيرة بعد بلوغه سن الستين عام 2018، حيث كان من المفترض إحالته للمعاش وقتها، في وقت يتردد فيه دعم الشخصيات التي قدم لها خدمة تعيين أبنائهم في الوكالة لتمديد فترة رئاسته  كل عام رغم ما يرتكبه من تجاوزات مهنية ومالية.

وفي المقابل رد حسن الجميل، ولكن على حساب الوكالة، حيث أرسل بعض أبناء هذه الشخصيات للعمل مراسلين للوكالة في الخارج متجاوزين زملاء على قدر كبير من الكفاءة والمهنة.

وشن الصحفيون هجوما حادا على قرار حسن بتعيين صحفية بنظام العقد في قسم التدريب بمبلغ كبير، وذلك لانها زوجة عضو بالهيئ الوطنية للصحافة في تشكيلها السابق، منتقدين تخصيص راتب كبير لها رغم عم حضورها للوكالة، وعدم تنظيم دورات تدريبية بالمركز الا على نحو محدود.

محاسيب ينتظرون التعيين! وآخرون فصلهم دون سبب!

وبخلاف الـ 35 صحفيا الذين عينهم من قبل، يعمل بالوكالة عشرات آخرين من ذوي الحظوة، وأبناء الشخصيات البارزة ورؤساء تحرير وصحفيين في صحف قومية بنظام العقد، ويتم التجديد لهم كل عام على أمل تعيينهم، رغم أنهم لم يخضعوا لأي مسابقة، في وقت طالب بعض الصحفيين بالوكالة تدخل الهيئة الوطنية للصحافة لتقييمهم، والاستغناء عنهم حال ثبوت ضعف مهنيتهم، ما اعتبروه عمالة زائدة مقنعة.

وانتقد الصحفيون بالوكالة عدم  مطالبة علي حسن بعودة الصحفيين التابعين للوكالة، الذين يعملون في الخارج، موضحين أن منهم من طلب مهلة لإنهاء أبنائهم امتحاناتهم في الخارج، مؤكدين أن حسن رفض مطلبهم، وقام بفصلهم، موضحين أن  زميل صحفي آخر قدم استقالته من وكالة أنباء إحدى الدول العربية، بناء على استدعاء من علي حسن، وعاد لمصر في شهر يوليو الماضي، إلا أن علي حسن رفض عودته للعمل، ورفض التنازل عن رفع دعوى قضائية ضده لفصله،  رغم أن لدى الزميل ابن من ذوي الاجتياجات الخاصة، ويحتاج لنفقات لرعايته وعلاجه.

وتساءل الصحفيون، لماذا يدعي علي حسن أن الوكالة في حاجة لتعيين صحفيين، ثم يقيم دعاوى قضائية لفصلهم حين عودتهم، مدعيا أن جهات أمنية طلبت منه ذلك، مؤكدين أن “قراقوش” يحكم الوكالة وفق هواه وبعيدا عن كل منطق، مطالبين بتدخل  الهيئة الوطنية للصحافة، ومساندة  طفل من ذوي الهمم، عبر مساعدة والده للعودة إلى عمله في الوكالة، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعم ويطالب بدعم ذوي الهمم،  وهو ما ظهر خلال احتفالية مصر” قادرون باختلاف”.

 

وكانت  الهيئة الوطنية للصحافة، قد طالبت حسن بعدم اتخاذ أي قرارات جديدة دون أخذ موافقة كتابية مسبقة منها، وذلك على إثر إصرار حسن التحايل، عبر  محاولة فتح باب خلفي للمجاملات.

وكان حسن قد أرسل للهيئة خطابا في 27 أغسطس 2019، طلب فيه التجديد لبعض العاملين، لكن الهيئة ردت عليه بخطاب حصلت عليه “سوشيال برس” طالبته فيه بعدم التعاقد أو المد أو الاتفاق مع أي عمالة جديدة تحت أي مسمى وبأي صورة من الصور.

المخالفات المالية والإدارية التي ارتكبها حسن، التي تضمنها تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، دفع  الجمعية العمومية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، برئاسة رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبد الصادق الشوربجي، إلى أتخاذ قرار تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق حول تلك المخالفات، بعدما أوصى تقرير المركزي للمحاسبات برد تلك الاموال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى