وتبذل الدولة المصرية جهودًا متواصلة لتوحيد الصف الفلسطيني، بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، حيث جاءت الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لاجتماع “لم الشمل” بقيادة حركات “فتح”. و”حماس” تستكمل اتفاق تشكيل لجنة الدعم المجتمعي، التي ستتولى إدارة شؤون قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوساطة المصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح… بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إذ جاءت المحادثات “الفلسطينية” التي تستضيفها القاهرة، بعد رفض حماس … الصفقة المصغرة في مفاوضات التهدئة. وفي هذا السياق، تحدث خبراء لـ”روزا اليوسف” عن مسار المباحثات بين الحركتين، مع اقتراب الموافقة على تشكيل “لجنة مهنية”. وهي ستحكم قطاع غزة في المستقبل، خاصة مع ما يثار حول قبول حماس لهذه اللجنة واشتراطها أن تصدر بمرسوم رئاسي.
وكان سفير دولة فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، أعلن في وقت سابق، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل إلى مصر للمشاركة في أعمال المنتدى الحضري العالمي ولقاء شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال السفير الفلسطيني إنه من المقرر أن يعقد الرئيسان خلال الزيارة لقاء ثنائيا لتبادل الآراء وتعزيز التعاون المشترك والتشاور حول كافة التطورات الراهنة في فلسطين والمنطقة والعالم، مضيفا أن ذلك يمثل أولوية قصوى. وناقش اللقاء سبل إنجاح جهود مصر والشركاء الآخرين لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وحمايته وإغاثةه وإعادة بناء ما دمرته الحرب المستمرة.
ويناقش اللقاء حشد الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة والمتصلة جغرافيا والقادرة. مدى الحياة وعاصمتها القدس.
ومصر تحمي القضية
فيما أكد محمد مجاهد، مستشار المركز الوطني لدراسات الشرق الأوسط، وجود خلافات بين الفصائل الفلسطينية منذ سنوات طويلة، استغلها جيش الاحتلال منذ عقود. من أجل تفكيك القضية الفلسطينية، وطوال هذه السنوات كانت مصر حاضرة وحريصة على لم الشمل الفلسطيني من خلال عقد العديد من اللقاءات والمبادرات للوصول إلى حلول هادئة وجذرية بين الفصائل الفلسطينية، إلا أن المشكلة تكمن بعد عودة الوفود إلى قطاع غزة حيث يتم تجاهل ما تم الاتفاق عليه وعدم تنفيذه. عليه مع الجانب المصري.
وأضاف مجاهد، في تصريحات خاصة لروزاليوسف، أن الوضع الآن مختلف، فالجميع متمسك ببارقة أمل وحل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، لذا من المهم قبول “حماس” بالشروط والقرارات التي من شأنها إنهاء الخراب والحروب والخراب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، فقد حان الوقت لحركة المقاومة أن تختار الشعب وتسعى إلى تقديم الحلول التي تنهي هذه المعاناة.
وتابع: “مصر تبذل جهودا مضنية لتوحيد الصف”. وتضغط السلطة الفلسطينية بكل قوة على كافة الفصائل من أجل التوصل إلى حل نهائي يسمح لمنظمة التحرير الفلسطينية بتولي الأمر داخل قطاع غزة، بدءاً من توليها معبر رفح وحتى تشكيل لجنة مشتركة لإدارة القطاع. القطاع، وأعتقد أن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ستكون لها اليد العليا.
وأشار مجاهد إلى أن هذه هي الجولة الخامسة عشرة التي ينفذها الجانب المصري من أجل التوصل إلى المصالحة بين حركتي فتح. و”حماس”، وفي كل الجولات كانت حركة “حماس” تجلس على طاولة المصالحة ولا تنفذ أي اتفاقات فور عودتها إلى قطاع غزة.
مرونة بين فتح وحماس
وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح لـ”روزا اليوسف” إن اجتماع حركتي فتح وحماس في القاهرة سعى إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وليس فصل الضفة الغربية عن غزة. قطاع غزة، مؤكدا أن اللقاءات شأن فلسطيني بحت، والجهود المصرية تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأوضح الرقب: أن الحركتين أبدتا مرونة وإيجابية أكبر تجاه تشكيل لجنة الدعم المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة، لافتاً إلى أن اللجنة تابعة للسلطة الفلسطينية وتضم شخصيات مستقلة، حيث سيصدر عنها مرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتولي مسؤولية إدارة قطاع غزة.
وتوقع الرقب أن يتم إعلان الموافقة الرئاسية على تشكيل هذه اللجنة، على أن تعلن الفصائل الفلسطينية أسماء أعضائها. وتابع: “مهما كان عدد أعضائها، فلن تتمكن من السيطرة الكاملة على قطاع غزة، لكنها قد تبدأ باستقبال معبر رفح بعد الترتيب لتواجد قوة أمنية فلسطينية”.
وأشار إلى أن حماس تطالب بتشكيل إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يضم كافة الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ويشرف على إدارة الملف السياسي العام، مؤكدا أن الرئيس عباس لم يتخذ قرارا نهائيا القرار بهذا الشأن حتى لا يتفاقم الوضع مع الاحتلال والولايات المتحدة.
وتابع: “من الأمور المهمة التي تم بحثها في اللقاء مسألة موافقة الاحتلال على هذه الترتيبات، وما إذا كان نتنياهو سيسمح بتسليم معبر رفح وإعادة ترتيبه”. أوراق؟ وإذا رفض، فقد تذهب كل هذه الجهود سدى”. وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة لانتظار صدور قرار من الرئيس أبو مازن بتشكيل اللجنة، فضلا عن موافقة الاحتلال على البدء بترتيب القوة التي ستتولى معبر رفح في المرحلة الأولى من عملها. عمل.
وتابع، أن المفاوضات بين وفدي فتح وحماس في القاهرة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، حيث عقدت جلستان في منتصف أكتوبر الماضي، وكانت حماس تطالب بتشكيل إطار مؤقت للمفاوضات. منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى هيئة مهنية للإشراف على إدارة قطاع غزة.
وأوضح الرقب أن حماس تأمل أن تشكل هذه اللجنة جزءا من الحكومة الفلسطينية، لكن الأمور أصبحت صعبة بعد تشكيل حكومة تكنوقراط، وتوقع أن توافق حماس على تشكيل هذه الهيئة المجتمعية التي ستساعد في توزيع المساعدات وإعادة الإعمار. غزة.
ودور مصر لا يتوقف
وأشار السفير سيد شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للخارجية، إلى أن الدور المصري تجاه الشعب الفلسطيني معترف به إقليميا ودوليا، ومنذ عقود. من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتولت منذ 7 أكتوبر دور الوساطة سواء مع الأشقاء العرب أو مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف شلبي: “حان الوقت لأن يكون هناك لم شمل بين الفصائل الفلسطينية، لكن العائق الأكبر، وأعتقد الوحيد، هو في جيش الاحتلال ونتنياهو، لأنه عازم ومصمم منذ اليوم الأول على الإبادة الكاملة”. الشعب الفلسطيني وتدمير قطاع غزة بشكل كامل.
وأكد ذلك جهاد الحرازين أستاذ القانون العام والنظم السياسية. زعيم حركة “فتح”. وقالت السلطة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ”روزا اليوسف”، إن تشكيل لجنة الدعم المجتمعي اقترب من الاتفاق عليه، ويعتبر خطوة إيجابية في اتجاه المصالحة الفلسطينية، مضيفة: “ما يحدث في القاهرة من خلال استضافتها خلال اليومين الماضيين الاجتماعات التي… جرت بين وفدي حركتي فتح وحماس، بهدف إيجاد آلية عمل لجنة الدعم المجتمعي. وكذلك معبر رفح، وكان لا بد لهذه اللجنة من مرجعية، وهذه المرجعية هي للحفاظ على وحدة النظام السياسي، ومرجعيتها تتمثل في الحكومة الفلسطينية، بالإضافة إلى قرار سيصدر عن الرئيس أبو. مازن “محمود عباس”. بقرار رئاسي بتكليف هذه اللجنة”، مضيفًا أن كل ذلك يأتي للتأكيد على وحدة الجغرافيا الفلسطينية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، أي عدم التعامل مع قطاع غزة كمنطقة معزولة.
من جانبه، أكد الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية والسياسة الفلسطينية، ضرورة نجاح جهود التوصل إلى المصالحة الفلسطينية بين الفصائل وإنهاء الانقسام، في المحادثات التي ترعاها القاهرة، لافتا في الوقت نفسه إلى وأهمية دور لجنة الدعم المجتمعي في تحقيق ذلك.
وقال شعث: أتوقع أن تثمر مباحثات القاهرة. وحول تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، على أمل أن يكون هناك تفاهم من كافة الفصائل الفلسطينية وحركة حماس على أهمية تحقيق هذه المصالحة.
وأضاف: “المصالحة هي الملاذ الأخير الذي سيقودنا إلى الطريق الصحيح، والحل الأمثل للخروج”. من كل الأزمات والذهاب إلى الحل السياسي، وأنه لا أمل في مستقبل الشعب الفلسطيني بدون هذه المصالحة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress