نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تقريرا عن احتضان مصر للاجئين السوريين بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2013، مما أجبرهم على ترك منازلهم.
وبدأت الوكالة في نسختها الإنجليزية تقريرها بتسليط الضوء على مواطن سوري يدعى أحمد عنبة، جاء إلى مصر عام 2016 للاستقرار هناك، حيث افتتح مطعم شاورما في مدينة السادس من أكتوبر.< /span>
وذكرت الوكالة أن عنابة حول مطعمه إلى مكان مجتمعي لطيف بفضل إبداعه في الطهي، الذي يمزج النكهات السورية مع الضيافة المصرية، الأمر الذي نال إعجاب الذواقة المحليين.
وقال أنبا (32 عاما) وفي عينيه بريق الفخر: «كنت أحلم دائما أن أملك مكانا خاصا بي. إنها نعمة عظيمة أن أرى حلمي يتحقق في مصر”.
جدير بالذكر أن هيئة تحرير الشام أطلقت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر عملية عسكرية كبيرة من شمال سوريا، واتجهت جنوبا، وسيطرت على العاصمة دمشق، لتطيح بحكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد خلال 12 يوما.
بعد التحول الأخير في السلطة في سوريا، بدأ عنابة يشعر بجاذبية مدينته حلب. لكن الرجل في منتصف العمر بدأ بالفعل في بناء حياة متجذرة في مصر، التي يعتز بها، بحسب الوكالة.
وأكد أنبا: “هذا هو بيتي الآن”. لقد بنيت حياة ومستقبلًا هنا”.
لكن قلبه يبقى مرتبطاً بسوريا، ويتخيل يوماً يستطيع المساهمة في نهضتها بافتتاح فرع لمطعمه في حلب عندما يصبح الوضع أكثر استقراراً. span>
وأكد إنبا: “أريد أن أكون جزءًا من الحل لاستعادة الوظائف والأمل لشعبي”. ولتحقيق ذلك، يخطط إنبا لتقسيم وقته بين مصر وسوريا، ورعاية أعماله والمساهمة في كلا المجتمعين في نفس الوقت.
وأعرب الأنبا عن امتنانه لمصر قائلاً: "لقد أعطتني مصر الكثير، ولكني أريد أيضًا أن أعطي لسوريا. span>
وأبرزت الوكالة انبهار عنبا بكرم الشعب المصري عندما وطأت قدمه مصر لأول مرة، حيث قدم له المصريون المأوى والتوجيه.< /span>
يتذكر أنبا: “لقد غمرني لطفهم وجعلوني أشعر وكأنني بين عائلتي”. وسرعان ما وجدت عملاً، وبفضل دعم المجتمع المحلي والخدمات الحكومية، تمكنت من إنشاء مطعمي الخاص.
وقال أنبا إنه يعتز بالصداقات التي أقامها مع زملائه وعملائه المصريين، حيث يتبادلون الضحك والقصص أثناء تناول أطباق الشاورما الساخنة، وقال بجدية: “لن أنسى أبدًا ما فعله الشعب المصري من أجلي”.< /span>
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، تستضيف مصر 9 ملايين مهاجر ولاجئ، من بينهم 1.5 مليون سوري، بينهم خالد عمر، الذي يعيش في الجانب الآخر من القاهرة الكبرى منذ 10 سنوات. span>
وذكرت الوكالة حالة أخرى حققت نجاحا كبيرا في مصر، وهي خالد، وهو خياط سوري يحب التصميم، ويمتلك محلا لبيع فساتين الزفاف، في منطقة وسط المدينة المزدحمة.
بدوره، قال خالد، 38 عاماً، وهو أب لثلاثة أطفال، لوكالة أنباء شينخوا: «أضع كل فستان في قلبي. كل فستان هو حلم أصبح حقيقة. القاهرة كانت جيدة بالنسبة لي. لقد قمت ببناء عمل ناجح وحياة جيدة هنا.”
لكن التطورات الأخيرة في سوريا أعادت إلى الأذهان حلمه بالعودة إلى مسقط رأسه الحبيب دمشق.
وعبر خالد عن شوقه لوطنه بصوت مليء بالحنين قائلاً: "دمشق تجري في دمي." أكاد أشم رائحة طبخ والدتي وهي تملأ منزلنا في دمشق”.
يتصور "خالد" نفسه وهو يسير في الشوارع المألوفة، يستنشق روائح التوابل والياسمين الحميمة، ويحتضن عائلته بعد سنوات من الانفصال، ويساعد في إعادة بناء مدينته التي مزقتها الحرب.< /span>
وأوضح وهو يفكر في كيفية المساهمة في الاقتصاد السوري بعد عودته: “أريد أن أكون جزءاً من إنعاش الاقتصاد السوري. ربما سأفتتح ورشة عمل في دمشق. قد أشارك مهاراتي وأوفر فرص عمل”.
وكما أشار “خالد”، أشار إلى أن مصر ستظل دائمًا مكانًا خاصًا في قلبه، مضيفًا: “لن أنسى أبدًا اللطف الذي وجدته هنا. هذا هو بيتي الثاني، وسأعتز به دائمًا”.
"خالد" وأعرب عن شعوره بالامتنان بشكل خاص للفرص التي أتيحت له في مصر، حيث وجد الترحيب والدعم منذ لحظة وصوله، مشيدًا بمصر لأنها سمحت له بالعيش والعمل بحرية، وبناء حياة ومهنة، والاندماج في المجتمع.
واختتم خالد حديثه للوكالة الصينية، قائلا بنبرة دافئة في صوته: “مصر منحتني فرصة لإعادة بناء حياتي. لقد كانت قادرة على العيش مثل أي مصري آخر، دون قيود، ولهذا أنا ممتن لها إلى الأبد”. span>
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress