قال البنك الدولي إن التكيف مع تغير المناخ هو عامل من عوامل التغيير الأساسي. فهو يزيد من قدرة الناس والكوكب على تحمل التأثيرات المتسارعة لكوكب يسخن بسرعة. التكيف هو الوضع الطبيعي الجديد. إنها حقيقة وضرورة لبقاء الأجيال القادمة..
وأشار، بحسب التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني للبنك الدولي، إلى أن توفالو، التي يقل متوسط ارتفاع جزرها التسع عن ثلاثة أمتار فوق سطح البحر، قد تكون مثالا واضحا للغاية لدولة معرضة لمخاطر تغير المناخ. لكن تكيفها مع واقعها الجديد ليس مفاجئاً على الإطلاق. إن اتفاقها مع أستراليا النائية لإعادة توطين سكانها وتدريب المهارات على فرص عمل جديدة في أرض جديدة هو جزء من تحرك عالمي أوسع للتكيف مع تغير المناخ..
وأوضح أن معظم عمليات التكيف مع تغير المناخ ليست جذرية مثل الجهود التي تبذلها توفالو، لكنها يمكن أن تقدم مساهمة كبيرة في سلامة الإنسان. عندما تسد الفيضانات مصارف المياه بالنفايات، يصاب الكثير من الناس بالمرض وقد يفقدون منازلهم ووظائفهم. قد يكون إصلاح المصارف المسدودة بسرعة وجمع النفايات حلاً بسيطًا وفعالاً.
بالإضافة إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، يعد التكيف جزءًا محوريًا من الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، والذي يمكن أن يكون عاملاً تحويلياً. ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فإن المزيد من الفيضانات الشديدة وحالات الجفاف والتلوث وفشل المحاصيل وفقدان التنوع البيولوجي تودي بحياة البشر وتدمر سبل العيش. إن التكيف مع هذا الواقع الجديد يمكن أن يكون عاملاً تحويلياً من خلال جعل الناس والكوكب أكثر مرونة وقدرة على البقاء..
وأوضح التقرير أن الناس والكوكب في صراع من أجل البقاء، حيث تشير التقديرات إلى أنه في عام 2021، تعرض 1.2 مليار شخص لواحد على الأقل من المخاطر المرتبطة بالمناخ. ويشمل ذلك الفيضانات أو الجفاف أو الأعاصير أو موجات الحر.
وبالنظر إلى الأماكن التي تتركز فيها المخاطر، فإن الناس في جنوب آسيا هم الأكثر عرضة للصدمات، حيث يواجه حوالي 9 من كل 10 أشخاص مخاطر مرتبطة بالمناخ..
وترجع هذه النسبة المرتفعة إلى ارتفاع معدلات التعرض لموجات الحرارة. وتؤدي موجات الحر أيضًا إلى زيادة التعرض للمخاطر المناخية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين أن الجفاف هو الصدمة الأكثر انتشارًا في أوروبا وآسيا الوسطى وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى..
التعرض لمخاطر المناخ ليس كاملا. قد يتعرض الناس في البلدان الغنية لمخاطر تغير المناخ، ولكنهم في وضع أفضل كثيراً للاستجابة لتلك المخاطر مقارنة بنظرائهم في البلدان الفقيرة..
ولنأخذ هولندا كمثال. واليوم، يقع ثلث مساحة هذا البلد تحت مستوى سطح البحر، ويتعرض نحو ثلثي السكان للفيضانات، حيث يتجاوز ارتفاع الفيضانات 5 أمتار في بعض المناطق. لكن مواطنيها أكثر ثراء من المتوسط في البلدان ذات الدخل المرتفع.
ومن ناحية أخرى، نجد أن الناس في الدول الفقيرة هم أكبر الخاسرين بسبب تغير المناخ، حيث أنهم الأكثر عرضة لمواجهة وضع يجعلهم ضعفاء جسديا أو غير قادرين على التكيف مع الكوارث المناخية. تشمل هذه الحالات كل شيء بدءًا من عدم الوصول إلى الكهرباء، إلى انخفاض الدخل، إلى عدم الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية. عند النظر في الأشخاص المعرضين للمخاطر على مستوى العالم، فإن 20% منهم يواجهون واحدًا على الأقل من هذه المواقف، وبالتالي يعتبرون معرضين بشدة للمخاطر المرتبطة بالمناخ..
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حكومات الدول الفقيرة لا تمتلك الموارد الجيدة التي تمتلكها دولة غنية مثل هولندا. والأزمة التي تواجهها هذه الحكومات بسبب تغير المناخ هي أزمة حديثة نسبيا. وفي إطار بناء قدرات التكيف، تعمل هذه الحكومات جاهدة للتعامل مع خطورة التهديدات المناخية التي تواجهها.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress