أثار الاستخدام المفرط للشاشات، خاصة اليوم في سياق الاستهلاك الرقمي الحديث، مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على صحة الدماغ، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بحالات مثل مرض الزهايمر. وفي حين لا يوجد دليل قاطع يربط بشكل مباشر بين وقت الشاشة ومرض الزهايمر، إلا أن هناك العديد من الجوانب التي قد تساهم في التدهور المعرفي ومخاطر صحة الدماغ بمرور الوقت، وفقا لتقرير صحيفة تايمز أوف إنديا.
يعد الخرف الرقمي ظاهرة مزعجة للغاية تترسخ في عصر التكنولوجيا المتنامي هذا. لا شك أن الثورة الرقمية حققت الكثير من التقدم على المستويين الأكاديمي والعملي، لكنها طرحت أيضًا العديد من المشكلات. ويعاني الدماغ، وهو العضو الأكثر تعقيدا وغموضا، من هذه التحولات أكثر من أي عضو آخر. وتشير الدراسة التي أجراها المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية إلى أن الوقت غير الطبيعي والمفرط الذي يقضيه الإنسان أمام الشاشات يسبب تغيرات في المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ، ويرتبط هذا التعديل بارتفاع معدلات مشاكل الصحة العقلية، وتدهورها. تطور الذاكرة، وصعوبات التعلم، وكلها عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالخرف.
علاوة على ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن فترات التحفيز البصري المفرط المحبط من خلال استخدام الشاشة خلال مراحل معينة من الحياة قد تكون ضارة وتسبب سمية عصبية متسارعة في مراحل لاحقة من الحياة، مما يؤدي إلى حالة من النسيان أو حتى ظهور مرض الزهايمر مبكرًا.
نمط الحياة المستقرة وصحة الدماغ
غالبًا ما يؤدي الاستخدام المفرط للشاشات إلى نمط حياة خامل، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة وانخفاض الوظيفة الإدراكية. النشاط البدني مهم للحفاظ على تدفق الدم الصحي إلى الدماغ وتعزيز المرونة العصبية. تقليل خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر.
تأثير على النوم
قد يؤدي التعرض للشاشات لفترات طويلة، خاصة في وقت متأخر من الليل، إلى تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية مما يؤدي إلى ضعف جودة النوم. يلعب النوم دورًا حاسمًا في الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ.
المشاركة العقلية والاحتياطي المعرفي
ترتبط الأنشطة التي تتحدى الدماغ، مثل القراءة أو حل المشكلات أو المشاركة في المحادثات، ببناء “الاحتياطي المعرفي” الذي يمكن أن يساعد في الحماية من مرض الزهايمر. قد يؤدي الاستهلاك المفرط للشاشة السلبية، مثل مشاهدة البرامج أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بلا هدف، إلى تقليل فرص الأنشطة المحفزة عقليًا والتفاعلات الاجتماعية، مما قد يساهم في التدهور المعرفي.
العزلة الاجتماعية والصحة العقلية
يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الشعور بالعزلة والقلق والاكتئاب، وقد تم تحديد العزلة الاجتماعية وقضايا الصحة العقلية كعوامل خطر لمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.
وفيما يلي التدابير الوقائية ضد التدهور المعرفي الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات:
الحد من وقت الشاشة، خاصة قبل النوم، لتحسين نوعية النوم.
– الانخراط في أنشطة محفزة ذهنيًا خارج الشاشة مثل القراءة أو حل الألغاز أو تعلم مهارات جديدة.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتعزيز صحة الدماغ.
– الحفاظ على الروابط الاجتماعية من خلال التفاعلات الشخصية.
– أخذ فترات راحة منتظمة من الشاشات لتقليل التوتر والتعب.
في حين أن وقت الشاشة وحده ليس من المرجح أن يسبب مرض الزهايمر، فإن عوامل نمط الحياة المرتبطة بالاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن تساهم في الظروف التي تزيد من خطر التدهور المعرفي، لذلك من الضروري أن يحد الناس من مقدار الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات في بطريقة مسؤولة وعدم المبالغة في ذلك. قيد الاستخدام لتقليل المخاطر المحتملة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress