ويشهد الوضع في بورت أو برنس في هايتي انهياراً سريعاً بسبب تصاعد أعمال العنف التي تسببها العصابات المسلحة، وبحسب بيان صادر عن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، فقد خلفت الأزمة خسائر فادحة. ما لا يقل عن 150 قتيلاً و92 جريحاً ونحو 20 ألفاً. النزوح في أسبوع واحد فقط.
وأشارت صحيفة إنفوباي الأرجنتينية إلى أنه بهذه الأرقام يصل إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى أكثر من 4500 شخص حتى الآن هذا العام، وهو ما يمثل، على حد تعبير تورك، “نذير الأسوأ في المستقبل”، والعاصمة وأصبحت فعلياً تحت الحصار، حيث يبلغ عدد سكانها البالغين ما يقارب أربعة ملايين شخص معتقلين، حيث تسيطر العصابات على جميع طرق الدخول والخروج الرئيسية.
منذ شهر فبراير، كثف تحالف العصابات المعروف باسم فيف أنسانيم هجماته حتى حقق ضربة حاسمة: الإطاحة برئيس الوزراء آرييل هنري. ويسيطرون حاليًا على أكثر من 80% من مدينة بورت أو برنس.
العنف في هايتي
وحذر تورك من أن “عنف العصابات الذي لا نهاية له وانعدام الأمن على نطاق واسع يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية وخيمة”، في حين يتكشف المشهد في البلاد مع نقص خطير في الغذاء والمياه، وانتشار الأمراض المعدية، ونظام صحي على شفا الانهيار.
ويقدم تقرير الأمم المتحدة بيانات مرعبة: فقد حدثت 55% من الوفيات أثناء اشتباكات بين أفراد العصابات والشرطة، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو الزيادة في عمليات الإعدام الجماعية خارج نطاق القضاء. ومؤخراً، أفادت السلطات أن 28 من أفراد العصابة قتلوا في عملية مشتركة بين قوات الأمن وجماعات الدفاع الذاتي المدنية، وهو ما يكرر أحداث العام السابق عندما جاء سكان بورت أو برنس لإعدام أشخاص متهمين بالانتماء إلى عصابات إجرامية.
تعال
وفي مواجهة هذا السيناريو المروع، حثت الأمم المتحدة على اتخاذ إجراءات فورية لوقف “عنف العصابات الإجرامية” ومنع هايتي من الانزلاق إلى مزيد من الفوضى.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 20 ألف شخص فروا من بورت أو برنس الأسبوع الماضي. وبحسب بيانات المنظمة، لا يزال أكثر من 17 ألف نازح يعيشون في 15 مخيماً عشوائياً، حيث تكون إمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية محدودة للغاية.
العنف في هايتي
وقال جريجوار جودستين، رئيس المنظمة الدولية للهجرة في هايتي: “إن عزلة بورت أو برنس تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ بالفعل”. يضاف إلى ذلك تعطيل سلاسل التوريد الأساسية، مما يترك العاصمة في حالة حرجة من العزلة. وحذر جودستاين أيضًا من “التحديات الهائلة” التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في الوصول إلى المناطق المتضررة.
ومن بين العوامل التي أدت إلى تعقيد الوضع، سلطت المنظمة الدولية للهجرة الضوء على إغلاق الحركة الجوية بسبب عمليات إطلاق النار الانتقائية ضد الطائرات التجارية، والقيود المفروضة على الوصول إلى الميناء البحري الرئيسي، وسيطرة الجماعات المسلحة على الطرق.
وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة نداء عاجلا لزيادة تمويل العمليات الإنسانية في هايتي، مؤكدة أن خطة الاستجابة للأمم المتحدة لم تصل إلا إلى 42% من مبلغ 674 مليون دولار اللازم لمواجهة الأزمة. وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة هذا العدد ضروريا للتخفيف من العواقب الوخيمة للعنف وحالة الطوارئ الإنسانية.
في هذه الأثناء، تولى رجل الأعمال أليكس ديدييه فيلس-إيمي رسميا منصب رئيس وزراء هايتي الجديد يوم السبت الماضي. وأكد في خطابه الأول: “ليس لدينا حالة من النعمة ولا وقت للمراقبة”. “كل ساعة لها قيمتها، وكل يوم ضائع يمثل ضربة لآمال شعبنا.”
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress