وجدت دراسة قيد المراجعة حاليًا في مجلة مناخ الماضي أن القطب الشمالي في سيبيريا شهد درجات حرارة صيفية أعلى بحوالي 10 درجات مئوية عما هي عليه اليوم خلال الفترة الجليدية الأخيرة، منذ حوالي 115.000 إلى 130.000 سنة.
واستخلص الباحثون هذه الاستنتاجات من نوى الرواسب وبقايا الحفريات، مما سلط الضوء على كيفية استجابة النظم البيئية القطبية للدفء المتزايد في تلك الحقبة. وعرض النتائج الدكتور لوتز شيرميستر وزملاؤه من مركز هيلمهولتز للأبحاث القطبية والبحرية في ألمانيا.
يتفاقم ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بسبب تأثير انقلاب الجليد
ووفقا للدراسة، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري خلال الفترة الجليدية الأخيرة اشتدت في مناطق القطب الشمالي مقارنة بنصف الكرة الشمالي الأوسع بسبب آليات التغذية الراجعة الجليدية، وتشمل هذه العمليات ذوبان الصفائح الجليدية، مما يقلل من الإشعاع الشمسي المنعكس في الفضاء و يعزز ظاهرة الاحتباس الحراري.
أجرى فريق البحث عمله الميداني في المقاطع الساحلية على طول مضيق ديمتري لابتيف في سيبيريا، حيث تم الحفاظ على المناظر الطبيعية المرتبطة بالتربة الصقيعية.
وفقًا للتقارير، فإن التضاريس الحرارية الفريدة في المنطقة، والتي تشكلت من ذوبان التربة الصقيعية الغنية بالجليد، قدمت نظرة ثاقبة للظروف المناخية الماضية.
وتم تحليل طبقات الخث والطين والطمي من عينات الرواسب التي تم جمعها بين عامي 1999 و2014.
سمحت الأدلة الأحفورية، بما في ذلك حبوب اللقاح والحشرات والرخويات، للفريق بإعادة بناء البيئات التاريخية، وكشف عن تحولات كبيرة في الغطاء النباتي والمناخ مع مرور الوقت.
تغيرات الغطاء النباتي وتغير درجات الحرارة
وأشارت المصادر إلى أن الأراضي العشبية وسهول التندرا هيمنت على المنطقة خلال الفترة الأخيرة بين العصور الجليدية المبكرة، مما أفسحت المجال لغابات البتولا والصنوبر في ذروتها.
وتشير المواد النباتية المتحجرة إلى أن متوسط درجات الحرارة في الصيف وصل إلى 15 درجة مئوية، وهو أعلى بكثير من المتوسط الحالي البالغ 3 درجات مئوية، وتقدر درجات الحرارة في فصل الشتاء خلال هذه الفترة بـ -38 درجة مئوية، مقارنة بمتوسط اليوم. البالغ -34 درجة مئوية.
أهمية دراسة العصر الجليدي الأخير
وقد لوحظ أنه في حين أثرت الفترة الجليدية الأخيرة بشكل رئيسي على درجات حرارة الصيف، فمن المتوقع أن يؤثر التغير المناخي الناجم عن الإنسان على فصول الشتاء بشكل أكبر، وشدد الدكتور شيرميستر في بيانه على أهمية فهم حساسية الأرض لارتفاع درجات الحرارة، كما تفعل لا… لا يزال ذوبان التربة الصقيعية والجليد البحري في القطب الشمالي يُلاحظ حتى اليوم.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress