الذبحة الصدرية هي حالة طبية تتميز بألم أو عدم راحة في الصدر نتيجة لتقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب. تعتبر الذبحة الصدرية علامة على وجود مشاكل في القلب، وغالباً ما تكون ناتجة عن مرض الشرايين التاجية. في هذا المقال، سنستعرض أنواع الذبحة الصدرية، أسبابها، وطرق التعامل معها.
أنواع الذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية المستقرة (Stable Angina)
الأعراض: تتسم بالظهور المنتظم عند بذل جهد بدني أو مواجهة الضغوط النفسية، وتختفي عادةً بعد فترة من الراحة أو تناول الأدوية مثل النيتروجليسرين.
التشخيص: يتم تحديدها بناءً على نمط الألم الذي يظهر عند النشاط البدني أو الضغط العاطفي، وعادة ما تكون أقل شدة من الأنواع الأخرى.
الذبحة الصدرية غير المستقرة (Unstable Angina)
الأعراض: تظهر فجأة وقد تحدث حتى عند الراحة أو أثناء النوم. الألم يكون أكثر حدة وقد يستمر لفترة أطول ولا يخفف بسهولة بالعلاج.
التشخيص: يُعتبر من العلامات التحذيرية لحدوث نوبة قلبية ويمثل حالة طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
الذبحة الصدرية الناجمة عن التشنج (Prinzmetal’s Angina)
الأعراض: تحدث نتيجة لتشنج مؤقت في الشريان التاجي، مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب. غالبًا ما تحدث في أوقات الراحة أو النوم.
التشخيص: قد تترافق مع الألم الصدري المفاجئ الذي يختفي عادةً بعد تناول أدوية موسعة للأوعية مثل النيتروجليسرين.
الذبحة الصدرية غير المرتبطة بالجهد (Microvascular Angina)
الأعراض: تحدث بسبب مشاكل في الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي عضلة القلب، وقد يكون الألم أكثر خفة من الأنواع الأخرى ويصعب تحديده في بعض الأحيان.
التشخيص: يتطلب اختبارًا متخصصًا لتقييم صحة الأوعية الدموية الصغيرة.
أسباب الذبحة الصدرية
مرض الشرايين التاجية (Coronary Artery Disease)
السبب الرئيسي: يحدث عندما تتراكم اللويحات الدهنية (التصلب العصيدي) على جدران الشرايين التاجية، مما يضيق الشرايين ويقلل من تدفق الدم إلى القلب.
تصلب الشرايين (Atherosclerosis)
السبب الثانوي: عملية تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين يمكن أن تؤدي إلى تضييق الشرايين وتقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب.
تجلط الدم
السبب المحتمل: قد يتسبب تجلط الدم في الشرايين التاجية في تقليل تدفق الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية.
تشنج الشرايين التاجية
السبب المحتمل: تشنج مؤقت في الشرايين يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب ويؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية.
الضغط النفسي والتوتر
السبب المحتمل: التوتر والضغوط النفسية يمكن أن تسبب زيادة في الطلب على الأوكسجين من عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية.
الرياضة الشاقة
السبب المحتمل: النشاط البدني المكثف يمكن أن يؤدي إلى زيادة في حاجة القلب للأوكسجين، مما قد يسبب الذبحة الصدرية خاصةً إذا كان هناك مرض شرايين تاجية موجود مسبقًا.
مشاكل القلب الأخرى
السبب المحتمل: حالات مثل التهاب عضلة القلب أو مشاكل في صمامات القلب قد تؤدي أيضًا إلى الذبحة الصدرية.
تشخيص الذبحة الصدرية
التاريخ الطبي والفحص السريري
يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي للفرد وفحص سريري لتحديد نمط الأعراض وعلاقتها بالأنشطة المختلفة.
اختبارات القلب
تخطيط القلب الكهربائي (ECG): يستخدم لتحديد نمط النشاط الكهربائي للقلب والتغيرات التي قد تشير إلى الذبحة الصدرية.
اختبار الإجهاد: يقيم كيفية استجابة القلب للجهد البدني.
تصوير القلب
تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية: يمكن أن يكشف عن مشاكل في عضلة القلب وصماماتها.
التصوير المقطعي (CT scan): يستخدم لتقييم حالة الشرايين التاجية.
تحليل الدم
يتم فحص مستويات الإنزيمات القلبية والعلامات الأخرى التي قد تشير إلى وجود مشكلة في القلب.
علاج الذبحة الصدرية
العلاج الدوائي
الموسعات الوعائية: مثل النيتروجليسرين، التي تساعد في توسيع الأوعية الدموية وتخفيف الألم.
الأدوية المضادة للتخثر: تساعد في منع تجلط الدم وتقلل من خطر النوبات القلبية.
أدوية خافضة للكوليسترول: تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
التغيرات في نمط الحياة
التغذية الصحية: اتباع نظام غذائي متوازن يقلل من الكوليسترول والدهون.
ممارسة الرياضة: تساعد التمارين المنتظمة في تحسين صحة القلب وتقليل الأعراض.
الإقلاع عن التدخين: يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويساهم في تحسين الصحة العامة.
الإجراءات الطبية
القسطرة القلبية: لتقييم وتوسيع الشرايين التاجية التي قد تكون ضيقة.
جراحة المجازة القلبية: لتحسين تدفق الدم إلى القلب عن طريق إنشاء مسارات بديلة.
الإدارة النفسية
إدارة التوتر: تقنيات مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتخفيف الأعراض.