غالبًا ما يكون المراهقون متقلبي المزاج، ولهذا السبب من السهل تجاهل العلامات التي تشير إلى إصابتهم بالاكتئاب وبحاجة إلى المساعدة. تشمل أعراض الاكتئاب لدى المراهقين أشياء مثل تجنب الخروج مع الأصدقاء والعائلة، والشعور بالحزن أو الغضب، وعدم الأداء الجيد في المدرسة والنوم كثيرًا. وتناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد هو إحدى العلامات، بحسب ما نشره موقع Childmind.
إذا لاحظت أن ابنك المراهق أصبح يشعر بالأسى ويفقد اهتمامه بالأشياء التي كان يحب القيام بها، فقد يكون مصابًا بالاكتئاب. قد لا يدرك المراهق حتى أنه يعاني من الاكتئاب، وهناك نوعان رئيسيان من الاكتئاب. اضطراب الاكتئاب الشديد هو الأكثر شيوعا. يحدث هذا عندما يعاني الطفل من فترات اكتئاب سيئة لعدة أشهر.
أما النوع الآخر، فهو الاكتئاب المزمن، وهو أخف، ولكنه قد يستمر لسنوات. نظرًا لأن الاكتئاب يسبب انخفاض الطاقة ومشاكل في التركيز، فقد يكون له تأثير سلبي على المدرسة والصداقات، والذي بدوره يمكن أن يسبب تدني احترام الذات، مما قد يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب. الشعور بالسوء تجاه نفسك يمكن أن يؤدي أيضًا إلى القلق.
العلاج المبكر مهم لتجنب الآثار طويلة المدى للاكتئاب. العلاج الأكثر شيوعًا هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يهدف إلى تغيير التفكير السلبي الذي عالق به المراهق، ويعلم الأطفال طرق ملاحظة المشاعر المزعجة وتغييرها. يمكن إضافة الأدوية المضادة للاكتئاب إلى العلاج، وفي كثير من الأحيان يكون الجمع أفضل من أي علاج بمفرده.
نظرًا لأن المراهقين غالبًا ما يكونون متقلبين المزاج، فقد يكون من الصعب إدراك أن طفلك يعاني من الاكتئاب وقد يحتاج إلى المساعدة. أول شيء يلاحظه الناس هو الانسحاب، أو عندما يتوقف المراهق عن القيام بالأشياء التي يحب القيام بها عادة. وقد تكون هناك تغيرات أخرى في مزاجهم، بما في ذلك الحزن أو التهيج. أو في سلوكهم، بما في ذلك الشهية ومستوى الطاقة وأنماط النوم والأداء الأكاديمي. إذا كانت هناك العديد من هذه الأعراض، فكن يقظًا بشأن احتمال إصابة ابنك المراهق بالاكتئاب.
وهذا مهم بشكل خاص لأنه بحلول الوقت الذي يلاحظ فيه أفراد الأسرة والأشخاص الآخرون المحيطون بالمراهق عدم اهتمامه بمعظم الأشياء – أو ما نسميه انعدام التلذذ – فإنه عادة ما يعاني من الاكتئاب لبعض الوقت. الاكتئاب هو اضطراب داخلي، أي اضطراب يعكر صفو الحياة العاطفية للمريض، وليس اضطرابا خارجيا، يأخذ شكل سلوك مزعج أو إشكالي. على هذا النحو، لا يستغرق الأمر وقتًا حتى يدرك الآخرون ذلك فحسب، بل غالبًا ما يستغرق الأمر من المريض نفسه بعض الوقت حتى يدرك أن تفكيره واستجاباته العاطفية مضطربة.
لكن من الواضح أن هناك نوعين من الاكتئاب. في اضطراب الاكتئاب الشديد – وهو الشكل الأكثر شيوعًا للاكتئاب – تظهر الأعراض في نوبات حادة قد تستمر من سبعة إلى تسعة أشهر. ولكن هناك أيضًا شكل آخر من أشكال الاكتئاب يسمى الاكتئاب المزمن، حيث تكون الأعراض أخف، ولكنها تستمر لفترة أطول، وربما لسنوات. وبالتالي، فإن تجربة الاكتئاب المزمن قد تكون أقل إعاقة للطفل في أي لحظة، لكن الخطر يكمن في تراكم المزيد من الضرر وإطالة الفترة التي يظل خلالها الطفل بعيدًا عن عملية النمو الصحي.
لماذا التدخل المبكر مهم جدا؟
عندما يصاب المراهق بالاكتئاب، فإن معاناته ليست السبب الوحيد لأهمية طلب المساعدة. بالإضافة إلى الاضطراب نفسه، هناك تأثيرات إضافية قد تسبب مشاكل مدى الحياة. مع أعراض الاكتئاب تأتي الطاقة المنخفضة وضعف التركيز، وهما عاملان من المرجح أن يكون لهما تأثير كبير على الأداء الاجتماعي والأكاديمي.
من السهل أن نرى التأثيرات المترتبة على ضعف الأداء الأكاديمي: فالتخلف في المدرسة يقوض ثقة الطفل بنفسه وصورته الذاتية، وإذا طال أمده فقد يؤثر على مستقبله. لكن التعلم الاجتماعي لا يقل أهمية عن التعلم الأكاديمي في مرحلة المراهقة. إن العجز في المهارات الاجتماعية لا يؤدي فقط إلى وضع المراهقين المكتئبين خلف أقرانهم، بل قد يؤدي في حد ذاته إلى تفاقم اكتئابهم.
الاكتئاب مع القلق
من المهم أن نفهم أن المراهق المصاب بالاكتئاب قد يعاني أيضًا من القلق وقد يحتاج إلى علاج لاضطرابين منفصلين. قد يؤدي الاكتئاب إلى القلق – فالحالة الذهنية السلبية لدى المراهق المكتئب تؤدي إلى عدم اليقين. إذا كنت لا تشعر بالرضا تجاه نفسك أو الثقة أو الأمان أو السلامة، فقد يجد القلق أرضًا خصبة. وقد يكون السبب أيضًا هو أن مناطق الدماغ المتأثرة بالقلق والاكتئاب تكون قريبة من بعضها البعض وتتأثر بشكل متبادل.
علاجات الاكتئاب
يمكن أن تؤدي المشاركة المبكرة لمقدمي الرعاية الصحية إلى تقصير مدة المرض وتقليل احتمالية فقدان دروس الحياة المهمة.
العلاج الأكثر شيوعًا الذي قد يستخدمه أخصائي الصحة العقلية هو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي، واعتمادًا على مدى صغر عمر الطفل، قد يشمل تثقيف الوالدين أيضًا. يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على فكرة أن الشخص الذي يعاني من اضطراب المزاج يقع في فخ نمط تفكير سلبي. يميل الأطفال المصابون بالاكتئاب إلى تقييم أنفسهم بشكل سلبي، وتفسير تصرفات الآخرين بطريقة سلبية، وافتراض أسوأ نتيجة ممكنة للأحداث. في العلاج السلوكي المعرفي، نقوم بتعليم المرضى تحدي تلك الأفكار السلبية، والتعرف على النمط وتدريب أنفسهم على التفكير خارج هذا النمط. وفي كثير من الحالات، نرى تحسنا حقيقيا.
إذا كان الاكتئاب متوسطًا إلى شديدًا، فقد يشمل العلاج أدوية مثل مضادات الاكتئاب، وعادةً ما يكون الجمع بين العلاج النفسي والأدوية أفضل من استخدام أي منهما بمفرده.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress