طلقة قلم

د. ريهام رفعت تكتب: القبيلة الأخيرة

تخيل أن تكون وحيدًا في العالم، واحدًا من بين عدد قليل من البشر تسعى لمواجهة جائحة عالمية من أجل البقاء، لا تكافح فقط للعثور على الطعام والمياه والمأوى، فأنت تتعامل مع الحزن والخسارة لكل من تعرفه وكل ما لديك.

كانت هذه الحبكة التى درات حولها رواية “القبيلة الأخيرة” عام 2015 للمؤلف براد مانويل، حيث يعيش جريج ديكسون Greg Dixon – البالغ من العمر أربعة عشر عامًا – هذا الكابوس وحيدًا بعد انتشار جائحة في مدرسة داخلية خارج بوسطن، وينفصل عن عائلته عندما تضرب جائحة البلدة التي يعيش فيها، ويموت زملاؤه ومعلموه، وأصبحت الليالي أكثر برودة ونفد طعامه، وكانت آخر رسالة من والده هي الابتعاد عن المدينة والالتقاء في بلدة جده النائية في نيو هامبشاير، فيُحزم أمتعته ويأخذ القليل من الطعام وينطلق ماشيًا في مائة ميل شمالًا يحدوه الأمل الراسخ بأن عائلته على قيد الحياة وستنضم إليه، وبينما يبتعد المرض المميت عن العائلة والأصدقاء، يُحاصَر جون والد جريج في ولاية كارولينا الجنوبية بحواجز الطرق والسكان المنكوبين بالذُعر ويمنع فصل الشتاء البارد وصول الأب إلى ابنه، ويبدو أن جون وإخوته الثلاثة مبعثرون عبر الولايات المتحدة المُغلقة، واضطروا إلى الانتظار حتى نهاية البشرية قبل السفر إلى جبال نيو هامبشاير ويأتي الربيع، فيشق جريج طريقه شمالًا للعثور على عائلته ويجتمع مع الآخرين فيُشكلون القبيلة الأخيرة للبشرية الذين لا يزالون على قيد الحياة.

وهكذا فإن الخیال فن أدبي يعشقه الأطفال، وهو الإرهاصات الأولى لميلاد أدب الطفل والرؤية الاستشرافية التي يقوم عليها أدب الخيال العلمي، والتي انتشرت في عالم الأدب اليوم بعيدًا عن فانتازيا الأدب، والتي كانت تشيع في العصور الوسطى في أوروبا مُتناولة حكايات الجن والأساطير والسحر والقصص الخارقة البعيدة عن الواقع، وهو ما يجعله يختلف عن الخيال العلمي الذي ينطلق من الواقع عبر التجربة العلمية.

فنطرق جميعا كعلماء وتربويين باب الخيال العلمي بقصص الأطفال لتنمية حب العلم وتقدير العلماء.

 

أ. د. ريهام رفعت

عميد كلية الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى