
حذر علماء من أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة فائقة المعالجة لا يضر بالصحة الجسدية فقط، بل قد يُحدث تغييرات في الدماغ تجعل الإنسان مدمنًا عليها، ويقوده إلى الإفراط في تناول الطعام بشكل مستمر، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وكشفت دراسة نُشرت في مجلة نيتشر أن هذه الأطعمة قد تُعيد توصيل دوائر الدماغ المسؤولة عن الجوع والمكافأة، مما يفسر صعوبة مقاومة تناولها، بعد أن ارتبطت سابقًا بأمراض السمنة والسكري والقلب والخرف.
وقال الدكتور أرسين كانياميبوا، خبير علوم الدماغ بجامعة هلسنكي: تشير نتائج الدراسة إلى أن الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتغيرات واضحة في بنية الدماغ، وربما يساهم في أنماط سلوكية مثل الإفراط في الأكل. وأوضح أن هذه التغييرات لا يمكن تفسيرها بالسمنة أو الالتهاب فقط، مشيرًا إلى أن المواد المضافة والمستحلبات قد تلعب دورًا مباشرًا.
واعتمدت الدراسة على تحليل مسوحات دماغية لأكثر من 33 ألف شخص من المشاركين في البنك الحيوي البريطاني على مدى ثماني سنوات، شملت اختبارات غذائية وفحوص دماغية دقيقة. وبيّنت النتائج أن المشاركين الذين حصل أكثر من 46% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، أظهروا تغييرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الجوع والشهية، خاصة في منطقة تحت المهاد، مع انخفاض متوسط الانتشار العصبي، ما يشير إلى زيادة الالتهاب وكثافة الخلايا، وتقليل قدرة الدماغ على التحكم في الشهية.
كما لوحظت تغيرات في مناطق المكافأة والتحفيز مثل النواة المتكئة، تمثلت في انخفاض كثافة الخلايا وزيادة محتوى الماء، وهي مؤشرات مبكرة على تدهور إدراكي، ما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على العادات الغذائية. وأشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات قد تسبب الأكل القهري وتزيد من الأمراض الأيضية، وتؤدي إلى دورة من الإفراط في الأكل والاكتئاب وضعف السيطرة الذاتية.
وأوضح خبراء التغذية أن الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على ملونات صناعية ومحليات ومواد حافظة ومستحلبات لتعزيز النكهة أو إطالة الصلاحية، وتشمل الوجبات الجاهزة والمعلبة، ورقائق البطاطس، والآيس كريم، وصلصات الطماطم والكاتشب. وتختلف هذه الأطعمة عن المعالجة التقليدية مثل الجبن والخبز الطازج، إذ تقدم قيمة غذائية منخفضة جدًا وتسبب خللاً طويل الأمد في التوازن العصبي والغذائي.
وتعد المملكة المتحدة من أكثر الدول الأوروبية استهلاكًا لهذه المنتجات، حيث تشكل 57% من النظام الغذائي الوطني، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن تأثيرها على الصحة العامة.






